أخبار مصرمنوعات

ألحان المجد.. أغاني النصر التي أشعلت حماس المصريين في حرب أكتوبر

تُحيي مصر اليوم، ذكرى السادس من أكتوبر المجيد، الذي استعاد فيه المصريون عزّتهم وكرامتهم، وأثبتوا للعالم أن إرادة الشعب المصري لا تُقهر. لم يكن النصر العسكري وحده هو ما أضاء تلك اللحظة التاريخية، بل شارك الفن بدوره الكبير في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية، ليصبح صوتًا موازيًا لأصوات الدبابات على الجبهة.

this is aad

في الوقت، الذي كانت القوات المسلحة تقتحم خط بارليف وتعبر القناة، كانت أصوات الفنانين تتردد عبر الإذاعة المصرية، حاملة أغنيات وطنية أشعلت القلوب حماسة، وبثّت في نفوس الجنود والمواطنين الأمل والثقة بالنصر. فتحوّل الفن في تلك الأيام إلى جسر يصل بين الجندي في ميدان القتال والمواطن في بيته، يوحد المشاعر ويجمع الإرادة.

مع إعلان ساعة العبور في السادس من أكتوبر 1973، تحولت استوديوهات الإذاعة المصرية إلى خلية نحل لا تهدأ، حيث اندفع الشعراء والملحنون والمطربون لتسجيل أغنيات النصر. وتشير بعض الروايات إلى أن الإذاعة سجّلت أكثر من ثلاثين أغنية خلال أقل من ثلاثة أسابيع عقب الحرب، وهو رقم غير مسبوق يعكس الحماس الوطني وإيمان الفنانين بدورهم في تلك اللحظة التاريخية.

من بين الأغاني، التي خلدت تلك الحقبة، تبرز أغنية “بسم الله” التي لحنها الموسيقار بليغ حمدي، وكانت من أوائل الأغاني التي صدحت بروح العبور، وقد تفاعل بليغ حمدي مع خبر الانتصار فورًا، فاصطحب الفنانة وردة الجزائرية والشاعر عبد الرحيم منصور إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون في عصر يوم 6 أكتوبر، ليسجلوا واحدة من أجمل أغنيات النصر في التاريخ.

ومن الأغاني الخالدة أيضًا أغنية “عبرنا الهزيمة” التي شدت بها شادية بصوتها الدافئ، فكانت كلماتها: “عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة، باسمك يا بلادي تشتد العزيمة… باسمك يا حبيبتي مصر يا حبيبتي خطينا المحال”، وقد صاغ كلماتها الشاعر عبد الرحيم منصور، ولحنها بليغ حمدي، فخرجت كملحمة غنائية تحيي الروح الوطنية.

أما وردة الجزائرية، فقدمت أغنية “على الربابة” التي سُجلت فجر السابع من أكتوبر، بكلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي، لتصبح نشيدًا يصدح بحب مصر وإيمان شعبها بالنصر.

ولم يتأخر العندليب عبد الحليم حافظ عن المشاركة، فغنى “عاش اللي قال” بكلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، والتي يقول مطلعها: “عاش اللي قال الكلمة بحكمة وفي الوقت المناسب… عاش اللي قال لازم نرجع أرضنا من كل غاصب”، لتصبح الأغنية أيقونة للأمل والإصرار على تحرير الأرض.

وتركت سعاد حسني، بصمتها المميزة في أغنية “دولا مين” التي لحنها الموسيقار كمال الطويل، وكانت تحية خالصة لأبطال القوات المسلحة، بعبارات بسيطة وملهمة: “دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين… دولا ولاد الفلاحين… دولا خلاصة مصر يا ولدي”.

تنوّعت الأغاني الوطنية، حينها بين الأناشيد الجماعية والأغاني الفردية والألحان الشعبية القادمة من القرى والشوارع، لكنها اشتركت جميعًا في هدف واحد: أن تظل مصر شامخة وأن يبقى صوت الفن شاهدًا على النصر. وبعد مرور أكثر من خمسين عامًا، لا تزال تلك الأغنيات تتردد في كل ذكرى، لتعيد للأذهان مشاعر الفخر والانتماء وتخلّد روح أكتوبر في وجدان المصريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى